عندما تدخل تلمسان يستحيل أن تخرج منها كما دخلتها، عندما تتوغل في أزقتها وشوارعها تدرك جيدا لماذا أطلق عليها اليهود »قدس شمال إفريقيا« ولماذا تعاقبت عليها الحضارات واحتضنت معارك وشخصيات وزعماء... هي مدينة الأولياء الصالحين من سيديبومدين إلى لالا ستي، هي مدينة الكتاب والعباقرة من محمد ديب إلى محمد مصايف، هي مدينة الجمال والمساجد والإرث العريق، لا تمنحك سرّها دفعة واحدة لكنها تقودك رويدا رويدا لتقف على سحرها وأسرارها.
تستقبلك تلمسان بلهجة أهلها المميّزة ذات النبرة الخاصة التي تغمرك بالترحاب وكرم الضيافة، بحيث يمكنك هنا بسهولة تمييز معنى المقولة »تلمسان بمائها وتلحيفة نسائها«، فرغم أن اللحاف انزوى إلى ركن ما في تاريخ الذاكرة، لكن مازالت نساء تلمسان يحملن على قسماتهن ذاك الجمال المميّز الذي يحليك إلى الحضارة والأبّهة الأندلسية العريقة التي فرّت إلى هذه السواحل. ففي الوقت الذي كانت فيه امبراطورية غرناطة تتهاوى على الضفة الأخرى، كان تاريخ ما ينسج هنا كما تنسج أثواب الفتلة والقفطان والشدة التلمسانية تطرزه جيلا بعد آخر.
قصر المشور الذي كان قبل 3 سنوات مجرد هضبة يلعب حولها أطفال المدينة، تحولت، في إطار مشاريع الترميمات التي استفادة منها »عاصمة الثقافة الإسلامية«، إلى أحد أكبر قلاع التاريخ. القصر يشبه إلى حد بعيد قصور الأندلس بزليجه ونافورته، يروى قصر المشور فصولا من التاريخ خاصة وهو يستقبل عند المساء زوار ساحة المقهى المجاور بكراسيها الزرق وخطوات المارة الرتيبة في الأمسيات الدافئة. عندما يبدأ الشارع المقابل للمسجد الكبير بإنارة مصابيحه، لا يمكنك إلا أن تستحضر مدينة ألميريا الإسبانية التي ترك فيها المسلمون بعض تاريخهم وحنينهم وهو يهربون إلى هذه الشواطئ من بطش محاكم التفتيش. يصادفك التاريخ أينما وليت وجهك في هذه المدينة، من قصر الثقافة تلك التحفة المعمارية التي أعادت الاعتبار للعمارة الإسلامية ذات الأبّهة والأناقة، من مركز الدراسات الأندلسية إلى صومعة المنصورة التي تمت استعادتها في إطار برامج الترميمات لتكون إحدى روائع حصون التاريخ.
تلمسان أيضا مدينة الأولياء والمساجد، فهضبة لالا ستي التي حولت إلى منتجع سياحي ساحر يطل على تلمسان، تضاربت بشأنها الروايات التاريخية، حيث يقال إنها إحدى بنات الوليّ الصالح القطب سيدي عبد الرحمان الجيلالي، مرضت وماتت في طريقها إلى الحج لتخلدها المدينة بمنحها أكبر وأعظم مكان في المدينة؛ موقع لا يمكنك أن تفهم حكمته خارج الإرث الصوفي لتلمسان، هذا الإرث الذي يمنح مكانة متميزة للمرأة بجعلها مركز الكون وأصله طالما أنه رياضيا لا توجد خطوط مستقيمة في الكون، فالكون دائري بحسب الصوفية والأنثى سرّه. لذا ربما يصبح الاستماع إلى أغاني الحلاج وقعا خاصا هنا، حيث كان الصوت الأوبرالي لللبنانية هبة القواص يصدح من مسجلة إحدى الصديقات ونحن نصعد إلى ضريح سيدي بومدين. ترى لماذا يشيد الأولياء أضرحتهم في الأماكن القصية والهضاب العليا؟ سؤال طرحته دون ترتيب على أحدهم ربما حتى يخلصوا في عبادتهم أو ربما حتى يختبروا فيما بعد قوة وصدق من يأتيهم زائرا أو قاصدا على رأي أهل تلمسان. إجابة أتتني فيما بعد بدون ترتيب أيضا. في صباح الجمعة يصبح القصد إلى سيديبومدين شيئا يستحق العناء، إذ مايزال للجمعة هنا قداستها، حيث يتوافد الناس على مقام سيديبومدين للزيارة وأخذ البركة أو فقط للتمتع بمنظر تلمسان من الأعالي، هنا تكون مجبرا أن تضع بعض قناعاتك وشهادتك جانبا وأنت تستمع لمقدم الضريح المجاور لقصر السلطان المريني يروي حكاية سيدي أبي مدين شعيب الذي فقد إحدى ذراعيه في القدس في معارك مع صلاح الدين الأيوبي وإنشاء حارة المغاربة عندما قال: »ما أحلى الرقاد في أرض العباد«، مات ودفن هنا.
بمقابل الضريح يمكنك أن تجد المدرسة الخلدونية التي درس بها عبد الرحمان بن خلدون وأخوه يحيا ابن خلدون في هذه القاعة دارت مكائد السلاطين وانتقلت الأقاويل وحسمت مصائر أيضا. هنا يمكنك أن تلاحظ بسهولة أن التلمسانيين يقدسون الجمعة من مظهر أحدهم يرتدي كامل زينته التقليدية وهو يقصد أحد مساجد المدينة أو يقف بإجلال لنعش جنازة وهي تمر قبالة المقاهي أو الدكاكين النظيفة العتبات، إذ يستحيل أن تجد القمامة منتشرة في أزقة المدينة لدرجة تطرح معها سؤالا: إلى أين تذهب قمامة المدينة؟
من أجل البحث عن إجابة لهذا السؤال، خرجنا ليلا نمشط شوارع تلمسان ففوجئنا بأطفال يساهمون في تنظيف عتبات البيوت والشوارع القريبة من مساكنهم، بينما شاحنات القمامة تقوم بأعمالها اليومية تحت جنح الظلام.
تلمسان مدينة الآثار والشواهد التاريخية حتى لو كانت من خشب، فهنا ينتصب جسر صغير يسمى جسر إيفل، ينسب تصميمه إلى المهندس الفرنسي الذي صمم برج إيفل في باريس، تقودك الطريق المحاذية للجسر إلى إحدى عجائب الطبيعة في تلمسان وهي مغارات بني عاد، التي اكتشفها الأمازيغ منذ القرن الأول أو الثاني للميلاد بحسب اختلاف الروايات واتخذوها مقرّا لهم ولملوكهم في هذه المغارة، التي عدها علماء الجيولوجيا ثاني أجمل مغارة في العالم بعد مغارات المكسيك، ماتزال تنتظر تصنيفها من قبل اليونسكو منذ 1987. كان الدليل السياحي إبراهيم يشرح تاريخ المغارة التي يبلغ طولها 700 متر وتقع على عمق 57 مترا ولا تزيد درجة حرارتها عن 13 درجة صيفا أو شتاء، يزيد عمرها عن 1500 سنة زارها عام 2006 ما لا يقل عن 1300 سائح من جنسيات مختلفة.
تقف مغارات بني عاد كإحدى المعجزات الربانية في كونه، حيث تنقسم إلى 3 قاعات: قاعة الملوك وقاعة السيوف التي سميت كذلك نسبة إلى عدد الصواعد التي يصل طولها إلى 18 مترا وتسمى كذلك قاعة الشهيد، لأن فرنسا فجرت المغارة من هذا الجانب عندما استعملها المجاهدون كمعبر، حيث اغتالت فرنسا أحد المجاهدين في هذه القاعة. وتصل هذه المغارات، بحسب بعض الروايات، إلى حدود المملكة المغربية وفيها تتجلى روعة الخالق ومعجزاته من أشكال الصخور وما نحتته يد الخالق فيها، لدرجة أننا قطعنا كيلومترا و400 متر دون أن نشعر بالوقت الذي قال الدليل إن الدراسات العلمية أشارت أنه يسير بسرعة داخل الكهوف والمغارات وهنا يمكن استعادة سورة الكهف بمعجزاتها، كما أكد الدليل أنه يجب غلق المغارة كل يوم أمام الزوار بين منتصف النهار والثانية بعد الظهر لتجديد الأكسجين.
أطفال بني سنوس يحتفلون بانتصار الملك شاشناق
المرور بتلمسان سيقودك حتما إلى جبال ومرتفعات بني سنوس، حيث كان السكان القدماء يقيمون في الكهوف والمغارات. هنا ماتزال الأصالة تتجلى في تفاصيل حياة الناس ويومياتهم. هنا حيث قساوة الطبيعة مايزال السكان يعتمدون على بعض الزراعة وجني الزيتون والبعض يشتغل في التهريب. كان مرافقنا في هذه الرحلة إبن عم نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، حيث كان هذا الشاب يروي أمجاد المنطقة التي أنجبت أيضا وزير الخارجية مراد مدلسي. كان هذا الشاب يتحدث عن منطقته الفقيرة باعتزاز وفخر ويروي تفاصيل مهرجان »ارياذ« الذي ماتزال بني سنوس تحتفل به غداة كل رأس سنة أمازيغية تخليدا لانتصارات المالك شاشناق على الفراعنة. هنا توقد النيران في الجبال ويرتدي الأطفال أقنعة الأسود في مهرجان يسمى »ارياذ« أو الأسد، حيث يطوف الأطفال بالبيوت ويجمعون المال وبعض الحاجيات التي توزع على الفقراء. في هذه المنطقة الجرداء، تحاصرك الجبال في مناظر طبيعية ساحرة، كانت إلى وقت قريب مسالك يعرفها جيدا المهربون، قبل أن يضرب عليها الأمن طوقا في إطار مكافحة تهريب الثروة الوطنية. عندما تنحدر من بني سنوس تمر حتما عبر بني بوبلان، حيث كان محمد ديب يجلس ويكتب. هنا يستقبلك القرويون ببساطتهم وهشاشتهم ويقدمون لك أفضل ما يملكون، رغم أنهم لا يملكون الكثير غير دعوات الخير وبعض الابتسامات يوزعونها على العابرين. هنا تصادفك أطياف عمر وعيني والعجوز المقعدة في رائعة محمد ديب »الدار الكبيرة«، عندما تمر عبر هذا المكان تدرك لِمَ أبدع محمد ديب روائعه تلك.
يقال إن المدينة لا يمكن أن تدخلها إلا بناسها وأهلها، فعندما تتوغل في يوميات التلمسانين تكتشف أنهم بسطاء ومثقفون، أبسط إنسان في تلمسان يمكنه أن يفتح أمامك أحاديث وحوارات مؤسسة عن تلمسان وتاريخها، فوسط الشوارع الهادئة والواسعة كان سائق الأجرة »سعيد« يتحدث إلينا عن تاريخ المدينة ودور اليهود فيها، قادنا سعيد إلى المقبرة اليهودية في منطقة القباسة التي يتطلب الدخول إليها إذنا خاصا، هنا يمكنك أن تقرأ الأسماء العربية منقوشة على القبور، فاليهود عمدوا إلى اتخاذ أسماء عربية هربا من البطش أو الضغوطات أو الاندماج داخل المجتمع. كان سعيد يروى لنا قصة يهود المدينة، كما تناقلها الأجداد هنا، حيث عمد الحاخام إفرايم بن إسرائيل عنقاوة إلى توطين اليهود مقابل علاجه لبنت الملك، يوجد هنا ما بين ألف وألفين قبر أغلبها بأسماء عربية.
اليهود وقدس شمال إفريقيا... قصة التوطين وأساطير الإباء
مازالت هجرة الحاخام ابراهام أو افراهام عنقاوة ملفوفة بالأساطير، حيث يروى أنه نجا من الموت وهام على وجهه متوجها إلى المغرب الأقصى بعد الهجرات التي جاءت من الأندلس، فمر بتلمسان، فصادفه أسد جاءه طائعا فامتطى ظهره مستعملا الثعبان كلجام. كان عنقاوة متمكنا في تعاليم تلمود التي ورثها عن أبيه، كما كان ماهرا في الطب، وهو الأمر الذي أهله لعلاج إبنة الملك الذي كافأه بأن منحه قطعة أرض قبالة المشور لتكون موطنا لليهود المشردين، مازالت إلى اليوم تسمّى درب اليهود، كما استوطن أيضا اليهود منطقة أكادير خارج أسوار المدينة.
وإن كان حاكم المدينة قد قصد من جعل موطن اليهود قرب قصره ليراقبهم، لكن الدهاء والخبث السياسي لليهود مكنهم بالتدريج من بسط نفوذهم على التجارة الخارجية والمناصب السياسية، حيث كانوا يمتلكون ما يقارب 17 مزارا أو معبدا وقرابة 1500 محل تجاري وقد تمكنت الجالية اليهودية لاحقا، بعد تمكنها من بناء معبد خاص يحمل اسم الأب الروحي للجالية اليهودية إبراهيم عنقاوة، عرف باسم الغسّالين، خرب وأعيد ترميمه بحسب بعض المصادر التاريخية، عام 1842 ووضعت لافتة عليه وصار فيما بعد معهدا ومركزا للقضاء. البناية التي اندثرت اليوم، كانت تقع بحسب سائق التاكسي على يسار مدخل الشارع المؤدي إلى البيعة الكبرى. البيت كان يستقبل عددا كبيرا من الزوار من الطلاب. أب اليهود في تلمسان الذي صار قبره مزارا لليهود من إفريقيا وأوروبا القبر والمزار يقع على شارع الحناية في المقبرة الواقعة بمنطقة القباسة على بعد ثلاثة كيلومترات من المدينة، هنا يوجد إلى جانب قبر عنقاوة قبر الربي صمويل وابنه الذي صار مزارا مشهورا لليهود من مختلف بقاع العالم، حتى صارت تلمسان تسمى بـ»قدس شمال إفريقيا«، زارها عام 2005 أزيد من 130 حاج، حيث تقام طقوس خاصة واحتفالات تدوم ثمانية أيام تتم خلالها حفلات الزواج تنتهي بطقوس »هيلولة« التي يغلب عليها طابع الصراخ والضجيج، كانت زيارة 2005 أشهر وآخر زيارة شبه رسمية للجالية اليهودية إلى تلمسان وتراجع فيما بعد حجم تلك الزيارات بعد تهديدات القاعدة وحساسية الموضوع الذي حاول البعض ربطه بالتطبيع مع إسرائيل.
في منطقة أغادير، التي سكنها اليهود أيضا، يمكنك أن تعثر على أثار بوماريا بداية من ساحة الأميرات، كما تسمى، لأن أميرات الرومان كنّ يجتمعن فيها للسمر وتمضية الوقت، إلى مسجد بوماريا، الذي لم تبق منه إلا المئذنة، هذا المسجد، الذي تم بناؤه باستعمال حجارة الأضرحة الرومانية، يمكن أن نقرأ على الصخرة العبارة التالية: »دياس مورانس ساكروم«، التي تعني باللاتينية »إلى روح الآلهة المقدسة«. وعبارة: »هيك كسيت اجيت« التي تعني: »هنا توجد الجثة«.
في بوماريا يمكن أن نعثر على الكثير من الآثار الرومانية، حيث اختيرت في عهدهم أجادير لبناء معسكر بوماريا الذي تحول إلى مدينة في عهد سلالة السيفار في ألف وأربعين للهجرة وسبعمائة وسبعة وخمسين للميلاد، نجح الصفريون الخوارج بزعامة ابي قرة السفريني في اتخاذها عاصمة لدولتهم.
تلمسان التي اشتق اسمها من عبارتين »تلم« التي تعني الجمع و»سان« التي تعني اثنين بالأمازيغية جمعت بين البر والبحر بين خضرة الجبال وزرقة البحر وقد يعنى اسمها أيضا تلمسين التي هي جمع »ثلمت« التي تعني العين أو الينبوع لهذا كانت تلمسان مدينة الينابيع والعيون، كما هي مدينة المساجد من مسجد الشيخ السنوسي إلى مجمع سيدي بومدين، هي أيضا مدينة الأمير عبد القادر التي ماتزال جدرانه تحتفظ بذكرى قوسه وهي أيضا مدينة الإصلاح والعلم والمعرفة التي تحتضن بعض ذكرياتها دار الحديث العريقة والمدرسة التاشفينية نسبة إلى يوسف ابن تاشفين التي أعاد أحد الحرفيين تصميمها، استنادا إلى وثائق ومعلومات من مصادر قديمة.
وأنت تغادر تلمسان لا يمكنك إلا أن تمر بقصر المعارض، حيث تنصب إحدى أجمل معارض تظاهرة عاصمةالثقافة الإسلامية »من تراب وطين« حيث التكنولوجيا العصرية تحتفي بإرث الأجداد في صور لقصور من تراب وطين من مالي والنيجر ومصر والجزائر، تلك العمارة التي دخلت العالمية بفضل المهندس حسن فتحي، المقيم في الولايات المتحدة، والذي كلف عام 1981 بإنجاز قرية بالطوب في أبيكو بالمكسيك، فكانت البداية التي صنعت الانبهار.
وأنا أغادر تلمسان، لم أجد أفضل من حكمة المهندس حسن فتحي: »طريق الواجب مستقيم وطريق الجمال ملتوية« وكم هي دروب تلمسان ملتوية.
لا يمكنكم مشاهدة باقي المشاركات لأنك زائر ..
إذا كنت مشترك مسبقاً معنا .. فقم بتسجيل الدخول بعضويتك المُسجل بها
للمتابعة و إذا لم تكن كذلك فيمكنك تسجيل عضوية جديدة
مجاناً (
من هنا )
لا يمكنكم مشاهدة باقي المشاركات لأنك زائر ..
إذا كنت مشترك مسبقاً معنا .. فقم بتسجيل الدخول بعضويتك المُسجل بها
للمتابعة و إذا لم تكن كذلك فيمكنك تسجيل عضوية جديدة
مجاناً (
من هنا )
لا يمكنكم مشاهدة باقي المشاركات لأنك زائر ..
إذا كنت مشترك مسبقاً معنا .. فقم بتسجيل الدخول بعضويتك المُسجل بها
للمتابعة و إذا لم تكن كذلك فيمكنك تسجيل عضوية جديدة
مجاناً (
من هنا )
لا يمكنكم مشاهدة باقي المشاركات لأنك زائر ..
إذا كنت مشترك مسبقاً معنا .. فقم بتسجيل الدخول بعضويتك المُسجل بها
للمتابعة و إذا لم تكن كذلك فيمكنك تسجيل عضوية جديدة
مجاناً (
من هنا )
لا يمكنكم مشاهدة باقي المشاركات لأنك زائر ..
إذا كنت مشترك مسبقاً معنا .. فقم بتسجيل الدخول بعضويتك المُسجل بها
للمتابعة و إذا لم تكن كذلك فيمكنك تسجيل عضوية جديدة
مجاناً (
من هنا )