المقاصد الضرورية المقاصد الضرورية هي التي لابد منها في قيام مصالح الدين والدنيا ، وسميت هذه المقاصد بالضرورية ؛ لأن الخلق مضطرون إليها إضطراراً شديداً ولازماً ،
المقاصد الضرورية هي التي لابد منها في قيام مصالح الدين والدنيا ، وسميت هذه المقاصد بالضرورية ؛ لأن الخلق مضطرون إليها إضطراراً شديداً ولازماً ، ولأنهم لاغنى لهم عنها أبدًا وإطلاقاً .
وتعرف هذه المقاصد عند العلماء والأصوليين بالكليات الخمس ( والضرورات الخمس ) وهي :
1- حفظ الدين .
2- وحفظ النفس .
3- وحفظ العقل .
4- وحفظ العرض والنسب والنسل .
5- وحفظ المال .
وهذه الكليات لازمة وحتمية لكل الأفراد والشعوب ، ولكل أمة وملة ، وقد تأكد ثبوتها بتعاليم الأديان ، وهدي الشرائع السماوية ، وأعراف الناس وتجاربهم .
1- حفظ الدين
وحفظ الدين معناه ، المحافظة على الدين الإسلامي ، والعمل على صيانته وسلامته ، بالعمل على فهمه ، وتطبيقه ، ونشره وبثه في واقع النفوس وواقع الحياة ، ويهدف إلى العمل على إبعاد ما يخالف توجيهات الوحي الكريم وهديه من نحو : الإلحاد ، والإباحية ، والبدع ، وغيرها .
ولأجل حفظ الدين الإسلامي شرع الله تعالى أحكاماً شرعية تهدف إلى تحقيق المقصد الشرعي الكلي ، ومن هذه الأحكام :
- تشريع الإيمان القوي ، والعقيدة الصحيحة ، والنطق بالشهادة .
- تشريع الأذكار ، والتعبد بتلاوة القرآن ، وحفظه وفهمه .
- بناء المساجد ، وإقامة الجمع والجماعات .
- بناء المدارس ، والكليات ، والجامعات ، والمؤسسات القائمة على نشر تعاليم الدين وخصاله ، وعلى تعليم وتفقيه الناس في أمور دينهم ودنياهم .
- مواجهة المرتدين ، والمبتدعين ، والمشعوذين .
- تبجيل العلماء والفقهاء ، والدعاة والمصلحين والمعلمين ، وتوقيرهم واحترامهم ، وحث الجماهير على الإقتداء بهم والتأسي بأخلاقهم العالية ، وقيمهم النبيلة .
2- حفظ النفس
وأما حفظ النفس فهو المقصد الضروري الكلي الثاني ، ومعناه المحافظة على حق النفس البشرية في الحياة ، والسلامة والصحة والكرامة .
ولأجل حفظ النفس شرعت أحكام شرعية كثيرة منها :
- تحريم القتل بغير وجه حق .
- وتشريع القصاص .
- ومنع التمثيل والتشويه .
- ومعاقبة قطاع الطرق الذين يستخفون بحرمة النفس الإنسانية وكرامتها .
- وكذلك منع الإستنساخ البشري ، والتلاعب بالجينات ، والمتاجرة بالأعضاء والخلايا البشرية ، والنهي عن التشريح بلا مصلحة شرعية لازمة ومعتبرة . ملاحظة :(منع الإستنساخ البشري ، والتلاعب بالجينات ، والمتاجرة بالأعضاء والخلايا البشرية )هذه العناصرجل علماء العصر حرموها ولم يبيحوها ومع ذلك تبقى مسائل خلافية كل له إجتهاده فيها .
3- حفظ العقل
أما حفظ العقل فمعناه المحافظة على العقل الإنساني ، وصونه من كل ما يلحق به الأذى والضرر والهلاك .
ولأجل تحقيق هذا المقصد شرعت أحكام كثيرة منها :
- منع الإسكار أو المسكرات ، تحريم المخدرات والمفترات .
- تحريم كل ما يعطل العقل عن دوره في التفكير السليم ، والتدبير والتسيير .
- تحريم السحر ، والشعوذة ، والكهانة ، والعرافة .
فكل ذلك العوامل تؤثر وتدمر العقل الإنساني ، وتحشره في دائرة الخرافات والأوهام التي تجعل الإنسان كالبهيمة ، وعبداً لها .
4- حفظ العرض
أما حفظ العرض والنسل والنسب فهو المقصد الشرعي الضروري الرابع ، وحفظ النسل معناه التناسل والتوالد لإعمار الأرض وتعميرها ، أما حفظ النسب فمعناه تحقيق التناسل المشروع ، عن طريق الرابطة الزوجية الشرعية ، وأما حفظ العرض فمعناه صيانة الكرامة والعفة والشرف .
وهذه المعاني الثلاثة ( حفظ النسل ، والنسب ، والعرض ) تعد مجتمعة المقصد الشرعي الكلي الضروري الرابع ؛ الذي أثبته الإسلام وأقره في نصوص وأحكام كثيرة ، منها :
- الأمر بالزواج ، والترغيب فيه ، والحث على تيسيره وتخفيفه .
- تحريم الزنا واللواط والسحاق ، ومنع وسائل وذرائع الانحراف ؛ على نحو الخلوة بالأجنبية ، والتبرج ، والنظر بشهوة ، والخضوع بالقول .
- ومنها تشريع عقوبات الزنا ، واللواط ، والشذوذ .
- ومنع الدعاية للرذائل والإباحية .
5- حفظ المال
أما حفظ المال فمعناه المحافظة على المال ، والعمل على إنمائه وتطويره ، وصونه من التلف والضياع ، ولأجله شرعت أحكام كثيرة منها :
- تحريم السرقة ، والغصب ، والغش ، والرشوة ، والربا ، وسائر أوجه أكل مال الغير بالباطل .
- تشريع العقوبات الزاجرة المتعلقة بالسرقة والحرابة وغيرها .
- الحث على العمل والإنتاج ، وإقامة التجارات والمصانع والحرف ، والنهي عن التواكل ، والسؤال لغير حاجة ماسة ولازمة .
- تضمين المتلفات ، وأداء الأمانات ، ورد الودائع .
- النهي عن التبذير والإسراف ، وتحريم إكتناز الأموال وتكديسها وعدم إخراج الزكاة منها . الخلاصة:
إن المقاصدالضرورية هي أرقى أنواع المقاصدالشرعية من حيث الإحتياج والإفتقار إليها ، وهي التي لابد منها لقيام حياة الناس ، فهي تشمل كل ما يحفظ دينهم ، ونفوسهم ، وعقولهم ، ونسلهم ، ونسبهم ، وعرضهم ، ومالهم ، وهي أصل للمقاصد الحاجية ، والتحسينية ، التي تأتي كمكملات ومتممات لها في ما بعد .
لا يمكنكم مشاهدة باقي المشاركات لأنك زائر ..
إذا كنت مشترك مسبقاً معنا .. فقم بتسجيل الدخول بعضويتك المُسجل بها
للمتابعة و إذا لم تكن كذلك فيمكنك تسجيل عضوية جديدة
مجاناً (
من هنا )
لا يمكنكم مشاهدة باقي المشاركات لأنك زائر ..
إذا كنت مشترك مسبقاً معنا .. فقم بتسجيل الدخول بعضويتك المُسجل بها
للمتابعة و إذا لم تكن كذلك فيمكنك تسجيل عضوية جديدة
مجاناً (
من هنا )