أخوتي في الله من أعضاء منتدى الواحة أحيكم بتحية الإسلام وتحية الإسلام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ستكون هذه المشاركة المتواضعة مني على بركة الله وبعونه إن
أخوتي في الله من أعضاء منتدى الواحة أحيكم بتحية الإسلام وتحية الإسلام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ستكون هذه المشاركة المتواضعة مني على بركة الله وبعونه إن شاء الله أول موضوع لي في هذا المنتدى المُبارك الموفق بإذن الله ، وكيف لا وقد جَمعَ كوكبة من الأعضاء المميزين من أساتذة كرام وطلبة نُجباء ومثقفين متمكنين .
مشاركتي عبارة عن مفهوم مقاصد الشريعة وماهية حقيقتها وسأعرضها على عدة مشاركات أو أجزاء حتى لا يسأم العضو الكريم من كثرة القرأة ويسهل عليه الإستيعاب، فالنبداء على بركة الله .
مفهوم مقاصد الشريعة وحقيقتها
مقدمة في إجمالي القول في مقاصد الشريعة:
إخوتي في الله ، إن العديد من الأمم والشعوب عندما عولت على العقول والأهواء والشهوات بمعزل عن الشرائع والأحكام والفضائل ، وعندما فتحت أبواب الإجتهاد والتأويل والتأمل على مصاريعها بلا قيد ولا حد ، ولا رابط ولا ضابط ، أهلكت وهلكت وذاقت وبال أمرها خسرانا .
ولكن الله تعالى رحمة منه وتكرماً ورئفة بنا أنزل شريعته الخالدة والخاتمة والمهيمنة على الدين كله على خير خلقه محمد رسول الله ، لتكون المنهج الأقوم والسبيل الأصلح في الحياة الدنيا وفي الآخرة .
وقد انبثقت عن هذه الشريعة الغراء علوم وفنون منها : علم العقيدة الصحيحة ، وعلوم القرآن الكريم ، والسنة النبوية الشريفة ، وعلم أصول الفقه ، وقواعده ، وعلم الفقه والأحكام ، ... وغير ذلك مما هو مقرر في مضانه ومصادره .
ولعل الأمور المقصودة بإنزال الشرع ثلاث مصالح هي:
1- المصلحة الضرورية .
2- المصلحة الحاجية .
3- المصلحة التحسينية .
.
فجميع التكاليف الشرعية راجعة إلى حفظ هذه المصالح الثلاث ، وعلم مقاصد الشريعة هو أحد العلوم الشرعية الإسلامية الأساسية التي يتطلبها فهم خطاب التكليف وتعقله ، والتي يقتضيها العمل الإجتهادي والإستدلالي البناء والأصيل .
وهو – أي علم المقاصد – يحوي مباحث ومسائل ، ومتعلقات عدة ، تشكل ماهيته وحقيقته منها : ما يتصل بتعريفه وحده ، وبأمثلته وشواهده ، وبحجيته ومكانته وفوائده ، وبشروطه وضوابطه وقيوده ، وبتقسيماته وأنواعه ...الخ .
فعلم المقاصد علم شرعي إسلامي ، يتناول بيان غايات التشريع الإسلامي ، ومراميه وأسراره ، ويهدف إلى جلب مصالح العباد في المعاش وفي المعاد .
وأمثلته كثيرة جدا ، وهي مبثوثة في مختلف الأحكام والفروع ، ومنها – ذكراً لا حصراً – تعليل ذكر الله تعالى بأنه طمأنينة للقلب ، وطريق لمغفرة الله وجناته ، قال تعالى { الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } وقال سبحانه {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}
وكذلك تعليل وجوب غض البصر بحفظ الأعراض والنفوس من الوقوع في الفتن والآثام ، ومقدماته ودواعيه .
وقد ذكر العلماء الأكارم أن الأحكام مشروعة لمصالح العباد في المعاش وفي المعاد ، وقد إحتجوا لذلك بنصوص وأدلة كثيرة جدا ، منها قوله تعالى{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} ، وقوله تعالى {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِي الدّينِ مِنْ حَرَجٍ } وقوله تعالى {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفً}
وقد قال رسول الرحمة : ( لا ضرر ولا ضرار )
وفي نفس الوقت بين العلماء والمجتهدون شروط الإحتجاج بالمقاصد ، وضوابط الالتفات إليها والاعتداد بها ، وذلك بغرض ملازمة القواعد والأصول الشرعية ، ونفي التعسف أو التطويع ، أو سوء التأويل وغلط الإحتجاج ، وكل ما يُخِلُ بالفهم الصحيح للأحكام ، وكل ما يعطل أصلاً أو نصاً، أو يلغي ثابتاً ومعلوماً، أو يجلب فساداً وابتداعاً .
فمراعاة المقاصدالشرعية مقيد بشروطه وضوابطه ، ويقوم به أهله وأربابه من علماء الأمة في الأثبات ، ومن أئمة الإجتهاد الراسخين ، وليس الأمر فيه متروكاً لكل من أراد الإجتهد بدون علم ولا ضابط ، أو لعامة المثقفين ممن تتجاذبهم الأهواء والسياسات وميولات الحكام {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا }.
لا يمكنكم مشاهدة باقي المشاركات لأنك زائر ..
إذا كنت مشترك مسبقاً معنا .. فقم بتسجيل الدخول بعضويتك المُسجل بها
للمتابعة و إذا لم تكن كذلك فيمكنك تسجيل عضوية جديدة
مجاناً (
من هنا )
لا يمكنكم مشاهدة باقي المشاركات لأنك زائر ..
إذا كنت مشترك مسبقاً معنا .. فقم بتسجيل الدخول بعضويتك المُسجل بها
للمتابعة و إذا لم تكن كذلك فيمكنك تسجيل عضوية جديدة
مجاناً (
من هنا )