[معلومات العضو جعـفـر الغــــريبــ ™]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلَّم , أمـــا بعد :

إن المقصود بالزيارة هو الزيارة الشرعية وهي التي بيَّنت السنة النبوية آدابها وما ينبغي ان يفعله الزائر.
قال الشيخ ابن تيمية مبيناً الفرق بين زيارة أهل التوحيد وبين زيارة أهل الشرك : " فزيارة أهل التوحيد لقبور المسلمين تتضمن السلام عليهم والدعاء لهم , وهو مثل الصلة على جنائزهم , وزيارة أهل الشرك تتضمن أنهم يشبهون المخلوق بالخالق , وينذرون له ويسجدون له ويدعونه ويحبونه مثل ما يحبون الخالق , فيكونون قد جعلوه لله ندا وسووه برب العالمين , وقد نهى الله أن يشرك به والملائكة والأنبياء وغيرهم , فقال الله تعالى : {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ }آل عمران79.
وقال : {أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً }الإسراء57.
قالت طائفة من السلف : كان أقوام يدعون الأنبياء كالمسيح وعزير ويدعون الملائكة فأخبرهم الله تعالى ان هؤلاء عبيده يرجون رحمته ويخافون عذابه ويتقرَّبون إليه بالأعمال . اهـ < الجواب الباهر في زوار المقابر لشيخ الاسلام تقي الدين أحمد ابن تيمية ص 21>

وهل زيارتنا لنبينا - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- إلا على هذا المنهج وبهذا الطريق السوي والصراط المستقيم؟

فالله يشهد وملائكته وحملة عرشه وأهل السموات والأرض أننا في زيارتنا لسيدنا ومولانا رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- لا نعتقد إلا أنه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- بشر يوحى إليه, من خيار عبيد الله , يرجو رحمة ربه ويخاف عذابه ويتقرَّب إليه بالأعمال , بل هو أشد الناس حرصاً على ذلك , فهو أتقانا لله وأخوفنا من الله وأعلمنا بالله وأعرفنا به , لا نشبهه بالخالق ولا ننذر له ولا نسجد له ولا ندعوه ولا نجعله لله نداً ولا نسويه برب العالمين , ونحبه كما أمر أكثر من النفـــس و المـــال و الولـــد .

---

hg.dhvm hgkf,dm hgsgtdm