الجائز و المحظور في التقسيط و الإشتراك في الأضحية كشف الاتحاد العام للتجار و الحرفيين الجزائريين، في تقرير له، عن تراجع معتبر لإقبال الجزائريين على شراء الأضاحي، حيث بينت
كشف الاتحاد العام للتجار و الحرفيين الجزائريين، في تقرير له، عن تراجع معتبر لإقبال الجزائريين على شراء الأضاحي، حيث بينت التقارير الأولية للموالين أن ما سوّق من الأضاحي إلى غاية يوم أمس لم يتجاوز 20 بالمائة من الكميات المعروضة المقدرة بـ 04 ملايين أضحية .. و هذا ما أرجعه الاتحاد إلى عزوف الكثير من العائلات الجزائرية عن شراء الأضاحي الذي تزامن هذا العام مع الدخول الاجتماعي و المدرسي، حيث تفضل العائلات ادخار أموالها لتسديد أقساط المشاريع السكنية و تأثيث بيوتها الجديدة، في حين تترفع الكثير من العائلات الميسورة عن سنة العيد لجهلها حقيقة و قيمة هذه المناسبة العظيمة .. و هذا ما دفع بأئمة إلى تأثيم المرتدين عن سنة العيد، حيث استطلعت "الشروق" العديد من فتاوى الأئمة المتعلقة بقضايا العيد.
أكد الشيخ كمال بوسنة، عضو المكتب الوطني بجمعية العلماء المسلمين، أن ظاهرة التحريش بين الخرفان حين يقترب عيد الأضحى ظاهرة غير حضارية و لا يقرها الإسلام، بل يحاربها و يمنعها و يحرمها .. و التحريم يشتد حين تكون مقرونة بالمقامرة، و لهذا لا تجوز المتاجرة في هذا النوع من الكباش لما في ذلك من التعاون على الإثم و العدوان، مضيفا أن التحريش بين البهائم للتناطح و العراك حرام لما فيه من إيذاء الحيوان و إيلامه من دون فائدة .. ففي سنن أبي داود عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ أنه "نهى عن التحريش بين البهائم".
أوضح الشيخ كمال بوسنة أن الفقهاء قد اختلفوا في زمن التضحية، حيث ذهب جمهور الفقهاء إلى القول إن أيام التضحية ثلاثة : يوم العيد و اليومان الأولان من أيام التشريق، فيما ذهب الشافعية إلى بقائه إلى آخر أيام التشريق و هو كذلك قول الحنابلة و طائفة من السلف، و اختاره الإمام ابن تيمية و الإمام ابن القيم و الإمام الشوكاني، قائلا إنه من المستحسن البدار بالتضحية في يوم العيد أفضل من الثاني ثم في الثاني أفضل من الثالث.
الشيخ كمال بعزيز : لا يجوز الاشتراك في شراء كبش العيد
صرح إمام مسجد الكاليتوس، الشيخ كمال بعزيز، أن الاشتراك في شراء الكبش غير جائز و لا يصح .. فالرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ قال : "حق على كل بيت أضحية" .. و كان النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ قد ضحى بكبشين أملحين أقرنين عن أهله و أمته .. فالمشاركة من باب المعاونة في العائلة الواحدة جائزة كأن يساعد الأب بعض أبنائه بمنحهم المال .. فاشتراك العائلات مثلما هو منتشر بكثرة في السنوات الأخيرة في شراء كبش العيد، يأخذون اللحم و لا يأخذون الثواب، بل يناله صاحب الأضحية .. و واصل المتحدث أن من يشترك في الأضحية من باب المساعدة و التعاون أمر محمود أما في الأبقار و الإبل فتجوز، فعن جابر قال : "نحرنا مع الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ البدنة عن سبعة و البقرة عن سبعة". رواه مسلم.
قال إمام المسجد الكبير شيخ الزاوية العلمية لتحفيظ الذكر، الشيخ علي عية، إن شراء الكبش بالتقسيط جائز بالخلاف، ضاربا لنا مثلا بشخص اقتنى أضحية سعرها 4 ملايين سنتيم و لم يتمكن من تسديد ثمنها فاتفق مع البائع أن يقسطه له على سنة و يحسب أجر الأضحية بـ 5 ملايين سنتيم فجائز كذلك، بشرط بعد تحديد المبلغ و الزمن و حتى و إن حان الموعد و تأخر المشتري عن تسديد ثمنه فلا يجوز للبائع أن يرفع الثمن أو يزيد فيه، لقوله تعالى : "و إن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة" .. فالاتفاق يكون في البداية على البيع بسعر زائد على الثمن الأصلي و إن لم يتمكن من تسديده لا يزيد عليه .. و أضاف الشيخ عية أن شراء الأضحية بالاستدانة جائز أيضا إذا كان صاحب الأضحية لديه دخل أو باع شيئا و ينتظر أن يقبض ثمنه فله أن يستدين و يقتني أضحيته ثم بعد أن يقبض أمواله يقضي دينه .. أما إن كان محدود الدخل و لا يرجو الحصول على مال معين فالأضحية ليست مفروضة عليه و لا يجوز له أن يضحي، لقوله تعالى : "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" .. و قد ضحى الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ عن فقراء أمته.
كمال بعزيز : ذبح المرأة أضحية العيد جائز
أكد الشيخ كمال بعزيز، إمام مسجد بالكاليتوس، أنه يجوز للمرأة المسلمة القيام بعملية ذبح أضحية العيد، إحياء لسنة إبراهيم الخليل عليه السلام، قائلا إن الأحكام التي نزلت على الرجل هي نفسها التي نزلت في حق المرأة، مستشهدا بقوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ : "النساء شقائق الرجال" .. مضيفا أن المجتمع الجزائري اعتاد أن الرجل هو السباق إلى أضحية العيد باعتباره الولي و المسؤول عن البيت، مصداقا لقوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ : "حق على كل بيت أضحية" .. و أوضح الشيخ أن الله تعالى أحل لنا ذبائح أهل الكتاب على الطريقة الشرعية فكيف يجوز للكتابي الأضحية و لا يصح للمرأة المسلمة، قائلا إن هذه الأخيرة لا حرج في أن تقدم على ذبح الأضحية في حال لم تجد من ينوب عنها من الرجال بشرط أن تتوفر فيها شروط الوجوب و الصحة على رأسها البلوغ، العقل و الخلو من أي مكروه.
و يرفض معظم الجزائريين جملة و تفصيلا فكرة أن تقوم المرأة بذبح أضحية العيد، حيث تعد هذه الأخيرة حكرا على الرجل الجزائري، بل ساد لدى الكثير منهم اعتقاد خاطئ مفاده أنه يحرم على المرأة ذبح الأضحية، و هو ما نفاه رجال الدين.
سليم محمدي : من يستطيع التضحية ولم يضح فهو آثم
أكد الإمام سليم محمدي، مفتش بمديرية الشؤون الدينية و إمام مسجد الرحمان بشرشال أن المسلم الذي يملك المال و يستطيع التضحية و لم يفعل ذلك يوم عيد الأضحى المبارك يعتبر آثما، حيث استشهد بقوله عليه الصلاة و السلام : "من وجد سعة و لم يضح فلن يقربن مصلانا"، مضيفا أن النبي الكريم عليه الصلاة و السلام لم يترك الأضحية أبدا في حياته، و هي سنة مؤكدة لمن يستطيع ذلك لما فيها من أجر كبير، لذا وجب على المسلم الاقتداء بسنة نبينا الحبيب، فكيف ينفق بعضهم أموالا طائلة في أمور تافهة و يبتعدون عن تطبيق شرع الله تعالى، لذا دعا الشيخ كل من يملك المال الوفير لاقتناء أضحية العيد أن لا يفرط فيها و أن لا يضيع أجر هذه السنة الحميدة.
علي عية : بإمكان تارك الصلاة نحر أضحية العيد
أفاد إمام المسجد الكبير و شيخ الزاوية العلمية، الشيخ علي عية، أنه لا حرج في ذبح تارك الصلاة لأضحية العيد مادام سيقول "بسم الله الرحمان الرحيم"، ثم ينطق الشهادتين رغم تهاونه في الصلاة، إلا أن ترديد الشهادتين يجعل أضحيته مقبولة بالنسبة لعلماء الذين لا يكفرون تارك الصلاة، أما العلماء الذين يكفرونه فلا يجوز .. و شدد الشيخ علي عية أن المذهب المالكي يجيز له أن يذبح و الله سيهديه للصلاة، و استطرد الشيخ عية أنه حتى و إن كان تاركا للصلاة فالأفضل له أن يضحي بنفسه بدلا من إسنادها لغيره.
بعد انتشار عملية النحر في المذابح
كمال بعزيز : يجب على المضحي أن يشهد عملية النحر
أكد إمام مسجد الكاليتوس، الشيخ كمال بعزيز، أن الأضحية سنة مؤكدة، فكما قال النبي صلى الله عليه و سلم "إن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفسا"، و قوله تعالى : "لن ينال الله لحومها و لا دماءها و لكن يناله التقوى منكم"، فالأضحية هي شعيرة من شعائر الله و يجب أن يشهدها صاحبها فقد أمر الرسول صلى الله عليه و سلم ابنته فاطمة الزهراء أن تقوم فتشهد الأضحية لما فيها من أجر عظيم، و على المضحي أن يشرك أهله و أقاربه في هذه السنة المباركة و يذكرهم هم و باقي المسلمين الضعاف غير القادرين حتى يكون الأجر و الثواب للجميع .. فأما المواطنون الذين ينقلون أضاحيهم للمذابح و يغادرون ليعودوا في مساء ذلك اليوم أو في اليوم الموالي ليستلموا اللحم فقط ففي ذلك انتقاص من الأجر و الثواب، و بإمكان صاحب الأضحية غير القادر على القيام بعملية الذبح أن يوكل عنه من يذبحها فيوكل الأفضل و الأتقى و يختار من يرى فيه الصلاح و الخير، و لكن عليه الحضور فيشهدها و يشارك في الأجر مادام النبي "صلى الله عليه و سلم" أمر ابنته بأن تشهدها، فهذا حكم عام على كل الناس و لو بالرؤية.
يلجأ بعض الناس إلى المذابح لنحر الأضحية، خاصة أولئك الذين لا يتقنون الذبح، فيما يفضل آخرون الاستعانة بمختص في الذبح حتى لا يفسد الأضحية، و هو ما يدفع بهم لدفع مبلغ مالي يقدر بحوالي 2000 دج للظفر بكبش مذبوح و مسلوخ يعود به إلى البيت جاهزا يوم العيد، الأمر الذي استغله بعض الذباحين الموسميين لجني المال.
و في هذا الإطار، قال الشيخ جلول حجيمي إن الأصل في الأضحية أن يضحي المسلم بنفسه، و لكن تجوز الإنابة إذا كان الشخص لا يعرف الذبح، و عن الذبح في المذابح الخاصة أكد أنه يجوز مادام القائم بالذبح يمتهن هذه الحرفة، أما دفع المال لبعض الناس من اجل الذبح فلا يجوز، و لكن من المستحسن أن يطلب منه تسميتها على فرد من أفراد العائلة قبل الذبح، كما فعل عليه الصلاة و السلام حين قال هذا لمحمد و آل محمد هذه الأضحية، موضحا أن هذا الأمر لا جدال فيه، و أضاف أن الأصل في التضحية هو كسب الأجر و من الأفضل أن يتعلم شبابنا الذبح حتى لا يضيعوا ذلك.
لا يمكنكم مشاهدة باقي المشاركات لأنك زائر ..
إذا كنت مشترك مسبقاً معنا .. فقم بتسجيل الدخول بعضويتك المُسجل بها
للمتابعة و إذا لم تكن كذلك فيمكنك تسجيل عضوية جديدة
مجاناً (
من هنا )