شكال الصراع نمت على نحو مطرد عبر كرة القدم فسعى كل من الناديين دوماً لتعزيز مكانتهما الفنية وبالتالي حضورهما الشعبي الدولي والاقتصادي بضم أهم نجوم كرة القدم حول العالم، فكان
شكال الصراع نمت على نحو مطرد عبر كرة القدم فسعى كل من الناديين دوماً لتعزيز مكانتهما الفنية وبالتالي حضورهما الشعبي الدولي والاقتصادي بضم أهم نجوم كرة القدم حول العالم، فكان استقطاب هائل تعاقب عليه على مدى السنين الكثيرون.beIN SPORTS
ورغم أنّ الكلاسيكو ظل ضمناً صراعاً "مدريدياً×كاتالونياً" فإنه عملياً أخذ مع الوقت يفقد الكثير من هويته تلك مع طغيان أدوار العناصر المحترفة المستقدمة التي لا ناقة لها ولا جمل بخلفيات المباراة، وحضورها بكل ما يحمل من معان لا يعدو كونه مهمة تؤدى مقابل بدل مادي تبدأ وتنتهي بتوقيع واتفاق.
جنوح مسؤولي الناديين للفوز بأمهر نجوم الكرة قلص كثيراً من أدوار المحليين رغم أسمائهم الرنانة ولأن متعة كرة القدم في الأهداف بات اللاعب الأجنبي الهداف محط الأنظار الأول في كلا الفريقين لأنه يشكل مادة فنية-إعلانية-ترويجية دسمة.
الفائز الأكبر في تحولات الكلاسيكو عبر العقود هم قطعاً محبو الفريقين وكرة القدم عموماً، فبرشلونة وريال مدريد قدما للعالم تشكيلات كروية صُبغت بأبعاد اللقاء الأشهر بكل أوجهه ليأتي النِتاج رائعاً على مستوى كرة القدم.
إلا أنّ هذا التحول أفرز نتائج عديدة من أهمها ان أعظم مباراة كرة قدم حول العالم فقدت الكثير من هويتها الإسبانية، حال كرة القدم التي تعيش العولمة بكل ما للكلمة من معنى. ولعل الوجه التاريخي للقاء لم يعد يعيه إلا مسؤولي الفريقين وبعض المشجعين المحليين رغم مطالبات كاتالونيا المستمرة بالاستقلال.
أحد أهم أوجه الهوية المفقودة، نراها في نجوم الفريقين وأسلحتهما الفتاكة وفي مقدمهم الهدافون فهم ليسوا لا مدريديين ولا كاتالونيين، وهو طبعاً أمر شهدناه على نحو متقطع منذ خمسينات القرن الماضي، إلا أنه كان نسبياً أما الآن فهو العنصر الطاغي.
المثال الإحصائي الأحدث على ذلك يتمثل بأهداف الفريقين المسجلة هذا الموسم لحينه على الأصعدة كافة محلية كانت أم أوروبية؛ أرقام لها مدلول واضح على أن لا شأن لكلاسيكو اليوم بالجنرال فرانكوا وإعدام جوسيب سانيول عام 1936 أو أي ممارسات قمعية سبقت هذا التاريخ أو تلته.
أرقام تحكي الواقع
برشلونة
سجل هذا الموسم في الدوري 25 هدفاً جاء 24 منها بأقدام المحترفين الأجانب (نيمار 11، سواريز 9، ميسي 3، فيرمايلن 1) فيما الهدف الإسباني الوحيد دونه المدافع بارترا بنسبة فعالية إسبانية 4%!
سجل برشلونة حتى اللحظة في دوري الأبطال 8 اهداف منها 7 من محترفيه الأجانب أي بمعدل 87.5%!
ريال مدريد
سجل هذا الموسم في الدوري 26 هدفاً جاء 22 منها بأقدام غير محلية (رونالدو 8، بنزيمة 6 خاميس 3، بايل 2، مارسيلو 2، دانيلو 2) أما الاهداف الإسبانية فجاءت كالتالي (خيسي 2، ايسكو 1، راموس 1). أي 15.38% نسبة الأهداف الإسبانية.
سجل ريال مدريد حتى اليوم 7 أهداف في دوري الأبطال منها 6 لمحترفيه الأجانب بنسبة 85.71%!
ما تقدم، ليس حالة استثنائية بل واقع مدريدي نلحظه في السنوات الأخيرة بوضوح وكاتالوني مستجد على نحو مطرد، إذ ان إحصاءات السنوات الخمس الأخيرة تظهر جلياً تراجع فعالية لاعبي الـ"بلوغرانا" الإسبان هجومياً ما يدل على تغير المنظومة البنائية للفريق وشح بالمواهب المحلية.
نسبة الأهداف الإسبانية في السنوات الخمس الأخيرة
يبقى أنه ما يعني عشاق المستديرة حول العالم لا صلة له بأي هوية أو قومية أو حتى جنسية، فقط اسمان عملاقان يكادان يقسمان العالم حولهما لسمعتهما الكروية تاريخياً وأسباب أخرى كلها كروية. إنها تسعون دقيقة تختصر تاريخ كروي-ثقافي-سياسي-اجتماعي.. ولكل مشاهد حرية الاختيار من هذا الطبق ما حلا له وطاب وفقاً لميوله واتجاهاته وتقييمه لأعظم مباراة سنوية في كرة القدم.