[معلومات العضو Miloud0175]

عجزت الوزارة والسلطات عن الصلح بين المتخاصمين
نزاع حول مسجدين بأدرار عمره 12 سنة
النزاع القائم والخطير بين قبيلتين بدأ منذ أكثـر من 12 سنة كاملة، حيث بدأ الخلاف بمجرد طرح فكرة بناء مسجد، ليتحول الصراع بعد ذلك إلى معركة حقيقية بين الطرفين المتنازعين، ثم تتدخل السلطات العليا ممثلة في وزارة الشؤون الدينية لفض النزاع، لكن باءت مساعيها بالفشل، ليبقى المشكل إلى حد الآن دون حل.
بداية هذه القضية الغريبة الأطوار بدأت سنة 1988 عندما ضاق المسجد القديم الذي يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من مائة سنة بالمصلين والكائن حاليا داخل القصر المعروف بالقصبة والمهجور من السكان، حيث اتفق جميع أعيان جماعة القصر على بناء مسجد جديد يتسع للمصلين خارج القصر وهذا بعد أن تعذّر، حسب رواية أهـل القصر، توسعة المسجد القديم، حيث أصدر المجلس العلمي آنذاك فتوى بإيجاز البناء خارج القصبة، إذ قامت اللجنة الدينية بإتمام جميع الإجراءات الخاصة بعملية البناء.
وفي سنة 1991 أمر ناظر الشؤون الدينية آنذاك بتحويل صلاة الجمعة إلى المسجد الجديد، حيث كان هذا الإجراء بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، فأعلنت جماعة من مواطني القصر في بيانها رفضها لهذا القرار وتمردها على قرار الناظر، حيث قرروا تأدية صلاة الجمعة والصلوات الخمس بالمسجد القديم وقاموا بتنصيب إمام يؤمهم خارج عن القانون وإلى يومنا هذا لا زال يؤدي الصلوات الخمس بالجماعة المنشقة من أهل القصر. وفي سنة 1994 وبعد أن احتدم الصراع بين الطرفين، تدخّل جميع عقلاء المنطقة ومعهم السلطات المحلية لإحلال الصلح بين الطرفين. وقد درست الوضعية من جميع النواحي وتوصلت لجنة الصلح بعد لقاءات ماراطونية بين الأطراف المتنازعة في إصدار عدة أحكام تكون ملزمة بين الطرفين. ومن البنود التي تضمنها الاتفاق، تشكيل جمعية دينية واحدة للقصر، إلا أن هذا المحضر التصالحي سرعان ما تلاشى بمرور الأيام وأصبح حبرا على ورق بسبب تعنّت الطرفين، رافضين الامتثال إلى أحكام والبنود الصلح المذكور، فتحول هذا الرفض إلى مزيدات كلامية ومناوشات، ليتحول الصراع بعد ذلك إلى معركة حقيقية استعملت فيها الأسلحة البيضاء.
وخوفا من تفاقم الوضع تدخلت السلطات الأمنية وحذرت الأطراف المتنازعة من مغبة هذه الصراعات، وتم اعتقال العديد من المحرضين، غير أن كل هذه الإجراءات لم تفلح أمام تعنت الطرفين المتنازعين، مما استدعى السلطات المحلية التدخل ومعها أصحاب الحل والربط بالمنطقة وشيوخ الزوايا وطالبوا بضرورة إلغاء المسجدين واقترحوا بناء مسجد جديد في مكان محايد يكون خارج القصر، لكنه لا يبعد عن المسجد الجديد بـ 10 أمتار، إلا أن جماعة المسجد القديم تعنّتوا واعتبروا المسافة الفاصلة إهانة لهم ورفضوا الإمضاء على محضر الصلح ليتجدد الصراع القديم الجديد.

وقد حاولنا الاستفسار لدى ناظر الشؤون الدينية حول حيثيات هذه القضية، إلا أنه نصحنا بعدم الخوض في هذا الملف الذي اعتبره شائكا وحساسا على حد تعبيره، في نفس الوقت.

---

k.hu p,g ls[]dk fH]vhv ulvi 12 skm