alwahatech

alwahatech (http://www.alwahatech.net/vb/index.php)
-   واحة الشعر والادب العربي (http://www.alwahatech.net/vb/forumdisplay.php?f=102)
-   -   قصيدة البردة ملهمة المديح النبوي (http://www.alwahatech.net/vb/showthread.php?t=12545)

«¦[ŁęĩℓăღО]¦» 03-26-2009 02:41 PM

قصيدة البردة ملهمة المديح النبوي
 

قصيدة البردة ملهمة المديح النبوي

ظلت ولا تزال قصيدة “البردة” على مدى العصور الى اليوم مصدر الهام الشعراء المسلمين، ومدرسة بحق لشعراء المدائح النبوية بعد الإمام شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، نسبة الى ابو صير إحدى قرى بني سويف من صعيد مصر حيث ولد سنة (608ه 1213م)، لاسرة ترجع جذورها الى قبيلة صنهاجة احدى قبائل البربر التي استوطنت الصحراء جنوبي المغرب، فعلى دعة شهرة هذه القصيدة في الآفاق، وروحها الصوفية العذبة، وعاطفتها العقدية الصادقة، وتوهج رؤاها الروحية، وجمال تصويرها ودقة الفاظها، وحسن صياغتها وجودة سبكها، وبراعة نظمها الشعري قد شكلت للشعراء علامة بيضاء يهتدون بها، ويسلكون نهجها، وينظمون على طريقتها، ولئن ظهرت قصائد عديدة في فن المديح النبوي امتعت عقل ووجدان ملايين المسلمين فإن “البردة” دليل ريادة البوصيري واستاذيته في هذا الفن بلا منازع، بما يشهد عليها انها ذرة شعر المديح النبوي في الاسلام وعين رائعة من عيون الشعر العربي رواء للروح، وشفاء لأسقام النفس، أما مطلعها فيتبقى ابرع مطالع القصائد العربية وفيه يقول:

أمن تذكر جيران بذي سلم

مزجت دمعا جرى من مقلتي بدم؟

أم هبت الريح من تلقاء كاظمة

وأومض البرق في الظلمات من إضم؟

فما لعينيك ان قلت اكففا همتا؟

وما لقلبك ان قلت استفق يهم؟

وهي قصيدة طويلة تقع في مائة وستين بيتا يقول في نهايتها:

يا نفس لا تقنطي من زلة عظمت

إن الكبائر في الغفران كاللمم

ولئن شغلت البردة الشعراء وشكلت قصيدة مركزية حوارية بالمعارضة تارة والتقليد أخرى لمتنها بمظاهر التناص إلا انها ظلت في تاريخ المديح النبوي قصيدة القصائد والمثال المدحي النبوي السائر الذي يستقطب الذاتي والجماعي والانساني، على ان أبرز المعارضات عليها قصيدة “نهج البردة” لأحمد شوقي والتي تقع في مائة وتسعين بيتا ومطلعها:

ريم على القاع بين البان والعلم

أحل سفك دمي في الأشهر الحرم

والمؤكد ان البوصيري اطلق على هذه القصيدة تسمية “البردة” من باب المحاكاة والمشاكلة للقصيدة الشهيرة “بانت سعاد” لكعب بن زهير وأما “البردة” فهي احالة على عنوان القصيدة الأصلي “الكواكب الدرية في مدح خير البرية” على ان لها اسما آخر هو” تبعا لما يروى من ان الإمام البوصيري برئ اثر انشادها من علة كانت قد ألمت به، والشائع بأنها تسمى ايضا بقصيدة “الشدائد”، بسبب من ان قراءتها تفريج للشدائد وأمان من الفقر، والمرض وتيسير لكل عسير، ولقد بلغ من احتفاء الصوفية بالبردة ان وضعوا شروطا لقراءتها مثل الوضوء، واستقبال القبلة، والدقة في تصحيح الفاظها واعرابها، على ان يكون القارئ عالما بمعانيها، حتى ظهرت فئة منهم تستدعى لقراءتها في الجنائز والافراح، الى غير ذلك من عناية الازهريين بدراسة حاشية الباجوري على البردة، في دروس كانت تتلقاها جماهير الطلاب خارج حصص المقررات، والحقيقة ان الشاعرية الموفورة للبوصيري في ثنايا هذه القصيدة على مستويات المعجم والتركيب النحوي والبلاغي والايقاعي والتجانسات الصوتية المساهمة في تنسيقها توزيعات الحروف، الى ما تضفيه الظواهر الأسلوبية المتنوعة من تحقيق تعادل في الايقاع الكمي والصوتي غاية في القوة والرصانة والتميز بما لم تتوافر فيه قط لكثير ممن خاضوا غمار المديح النبوي والشعر الصوفي، فقد اجمع النقاد والشعراء على أنها أفضل المدائح النبوية بعد قصيدة كعب المذكورة، علما ان للبوصيري ايضا القصيدة الهمزية في مدح النبي “صلى الله عليه وسلم”، وهي لا تقل جودة وفصاحة عن بردته الشهيرة ومطلعها:

كيف ترقى رقيك الانبياء

يا سماء ما طاولتها سماء؟

لم يساورك في علاك وقد حال

سنى منك دونهم سناء

إضافة الى قصيدة اخرى له على وزن “ميم ــــــ لامية كعب
ية” كعب ومطلعها:

الى متى أنت باللذات مشغول

وأنت في كل ما قدمت مسؤول؟

وهي في مجملها مدائح نبوية للبوصيري موسومة بالرصانة والجزالة وجمال التعبير، ورهافة الحس، وقوة العاطفة الدينية، واجادة استعمالات البديع، وبراعة توظيف اساليب البيان مع تغليب المحسنات البديعية، لكن من دونما تكلف أو تصنع فيما يبقى للبردة ميسمها الذي يجليها ذخرا متوجها للروح، وملاذا لتوبة النفس وسيرة نبوية شريفة من ابياتها قول البوصيري:

محمد سيد الكونين والثقلين

والفريقين من عرب وعجم

هو الحبيب الذي ترجى شفاعته

لكل هول من الأهوال مقتحم

فاق النبيين في خلق وفي خلق

ولم يدانوه في علم ولا كرم

فمبلغ العلم فيه أنه بشر

وأنه خير خلق الله كلهم

دعني ووصفي آيات له ظهرت

ظهور نار القرى ليلا على علم

مولاي صل وسلم دائما وأبدا

على حبيبك خير الخلق كلهم

ظلمت سنة من أحيا الظلام الى

ان اشتكت قدماه الضر من روم

راعت بعثته قلب العدا انباء

كنبأة اجفلت غفلا من الغنم

الى ان يقول في التحذير من هوى النفس:

فان أمارتي بالسوء ما تعظت

من جهلها بنذير الشيب والهرم

ثم وان يقول في الشفاعة والمناجاة:

يا أكرم الخلق مالي من الوذبه

سواك عند حلول الحادث العمم

ولن يضيق رسول الله جاهك بي

إذا الكريم تحلى باسم منتقم

ولئن جارى البوصيري في جزء من شعره كثيرا من شعر معاصريه في توظيف اللفظ المولد، فإن له تجارب عديدة في الاهاجي، إلا أنه مالل بعدئذ الى التنسك وحياة الزهد واتجه الى شعر المديح النبوي.

وآثار البوصيري شعرية ونثرية، فقد ترك عددا من القصائد والاشعار ضمنها ديوانه الشعري، وقصيدته الشهيرة “البردة” و”القصيدة المضرية في مدح خير البرية” والقصيدة “الخمرية” وقصيدة “دخر المعاد” ولامية في الرد على اليهود والنصارى بعنوان “المخرج المردود على النصارى واليهود” و”تهذيب الألفاظ العامية”، ووفاته بالاسكندرية سنة (695ه 1295م).



منقول

DJILLALI-3D 03-26-2009 02:56 PM

شكرا لك الأخت [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الروابط .. للتسجيل فضلاً اضغط هنا]على هده القصيدة
المباركة
موفقة بإدن الله

yusuf_farik 03-26-2009 04:28 PM

بارك الله فيك أخت " leila 1962 " على ما تطرقتي

له : تعريفا بالإمام العلامة الملقب ب: " الإمام البوصيري "

وأبيات القصيدة " التي الكل يتغنى بها لما لها من روح المعاني في المديح "

ثبتك الله وأثقل ميزان حسناتك
أعد الشكر لك موفقة بإذن الله





الساعة الآن 09:40 PM.

Powered by Alwaha® Version
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Adsense Management by Losha

new notificatio by 9adq_ala7sas
alwahatech.net